آية (212):
* (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (212) البقرة) ما دلالة التذكير (زين) ولم يقل زينت مع أن الدنيا مؤنث؟( د.فاضل السامرائى)
من حيث الحكم النحوي يجوز، وليس فيه إشكال؛ لأن الحياة مؤنث مجازي، والمؤنث المجازي هو الذي ليس له مذكر من جنسه، فمثلاً البقرة مؤنث حقيقي؛ لأن الثور ذكر من جنسها، النعجة لها كبش من جنسها، إذا كان هنالك مذكر من جنسه فهذا مؤنث حقيقي.
كلمة سماء ليست مؤنثا حقيقيا، وكذلك الشمس مؤنث مجازي، والقمر مذكر مجازي.
إذن كون (الحياة) مؤنث مجازي يجوز تذكيره وتأنيثه، هذا لغوياً؟
ثم هنالك فاصل بين الفعل والفاعل (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)، ووجود الفاصل حتى في المؤنث الحقيقي يجيز تذكيرالفعل، هذه هي القاعدة (أقبل اليوم فاطمة) طالما فصلنا بين العامل والمعمول يجوز تذكيره وتأنيثه. إذًا من حيث النحو ليس فيه إشكال، لكونه مجازيا، وكون هنالك فاصل.
لكن لماذا اختار التذكير؟ هنالك قراءة أخرى وهي (زَيّن للذين كفروا الحياةَ) بالبناء للمعلوم، والفاعل الشيطان (الحياة مفعول به)، وهذه القراءة لا يمكن أن يقول فيها زَيّنت، لأن التذكير صار واجباً. إذن في الآية قراءتان: قراءة زَين بالبناء للمعلوم، وهو يلزم التذكير، فصار فيها معنيين، وما دامت هنالك قراءة أخرى، فإن (زينت) لا تنسجم مع القراءة الثانية.

اترك تعليقاً