*الفاصلة القرآنية: (د.فاضل السامرائى)
المعنى هو الأساس وهو السيّد وسنضرب أمثلة ليتضح الكلام: ربنا سبحانه وتعالى قال في سورة التكوير: (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)) في سورة الإنفطار قال سبحانه:(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)) ما سبب التغيير مع أن الكلام في الآخرة؟ قال تعالى: (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) أي قُرِّبت وأُحضِرت، أزلف بمعنى قرّب, قال تعالى: (وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) الشعراء) أي قرّبناهم. إذن الجنة أُحضِرت فكل نفس تعلم ماذا أحضرت لدخول الجنة؟ ما العمل الذي أحضرته والجنة أمامها؟ العمل الصالح فعلمت نفس ما أحضرت من عمل، الجنة أُحضرت فأنت ماذا أحضرت لهذه الجنة؟ وكل واحد يقول أنا ماذا أحضرت لدخول الجنة. تلك (إذا القبور بعثرت) الكلام قبل الحساب وفي الآية الأولى بعد الحساب أحضرت الجنة أما هنا (إذا القبور بعثرت) ففي أول المشهد قبل الحساب إذن كل إنسان سيحاسب نفسه ما قدمت وأخرت ماذا فعلت؟ ماذا قدّمت وماذا أخرّت من الأفعال؟ فالموقف غير موقف لما كان في إحضار الجنة صار هناك إحضار العمل
س- كيف نجمع بين لفظة (يوم) وقوله تعالى: وما هم عنها بغائبين في قوله تعالى (وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) الانفطار) ؟
ج- (د.حسام النعيمى): (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)) هو اليوم هنا مراد به القيامة، يوم القيامة ويوم القيامة ليس أربعاً وعشرين ساعة وإنما هذه هي قيامة الناس فلما يقول سبحانه:(وما هم عنها بغائبين) أي هذه النار التي يصلونها وهم مستمرون في أن يصلوها لأنه فيها المضارع المستمر أكّدها (وما هم عنها بغائبين) أنهم لا يغيبون عنها لا ينجون منها لا يخرجون منها هم دائماً في حضور في هذا المكان (وما هم عنها بغائبين) فليس هناك نعارض في الحقيقة حنى نجمع (يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين).