سورة التين
س- هل كلمة سنين في (وَطُورِ سِينِينَ (2) التين) مشتقة من سنة؟
ج- (د.فاضل السامرائى): كلمة(سنين) ليست كلمة عربية وهي طور سيناء في مصر. وردت في القرآن باسمين سيناء, كما فيقوله تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ (20) المؤمنون) ووردت (طور سنين) وهي فيها اسمان يذكر أهل اللغة المحدثون أن هذه فيها لغتان (سيناء) و(سنين) كما أن الأسماء أيضاً الرسول (صلى الله عليه وسلم) يسمونه محمد وأحمد. هذا من الاعجاز لأن القرآن استعملها كما استعملها القدامى سنين وسيناء إنما هي ليست عربية.
كلمة (طور) تعني الجبل وهي في الأصل ليست عربية أيضاً وكلمة (طور) لم ترد إلا في بني إسرائيل في القرآن الكريم واختلفوا في قوله تعالى: (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ (2) الطور) وقالوا: هو طور سيناء, فهي كلها لبني إسرائيل. (الطور) و(سنين) ليست عربية وتسمى اسم علم مثل أسماء كثيرة وأعلام كثيرة مثل إبراهيم وإسماعيل.وليست جمع سنة.
س- في سورة التين (وطور سنين) كلمة الطور وسنين ليستا عربية ألا يتناقض هذا مع قوله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا (2) يوسف)؟
ج- (د.فاضل السامرائى): هذه الكلمات والأسماء هذه دخلت العربية قبل الإسلام وقبل القرآن فدخلت في كلامهم فأصبحت عربية الاستعمال هذا يسمونه (تقارض اللغات) تقترض لغة من لغة وتدخل في كلامها, وفي الجزيرة العربية كثير من الفواكه والألبسة ليست فيها وإنما تنقل إليها وليس فيها معامل وكثير من الأشياء التي تؤتى مثل التوابل وغيرها ليست فيها ولكن دخلت مع كثير من الأشياء في التجارة فأصبحت عربية في الاستعمال وإن كانت أصولها قديمة منقولة من لغة أخرى غير عربية. ووقت نزول القرآن كانت العرب تعرفها وداخلة في كلامها واستعمالها من زمن كما في الإنجليزية الآن هناك كلمات عربية دخلت فيها. هناك فرق بين الأصل وبين الجاري على ألسنتهم. لا نفهم بقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) أي عربي في الأصل والجذر والاشتقاق وإنما اللغات تتداخل حتى يفهموه. حتى أسماء الأنبياء رب العالمين قال: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) فاطر) فهل كل هذه الأمم عربية؟ كلا لا يمكن هذا. إذا كان فيها حرف غير عربي في أصل اللغة يحوله إلى حرف عربي. ثم هذه الكلمات تدخل في إعراب العربية ويرفعه وينصبه ويمنعه من الصرف يدخله في العربية ويأخذ سبيل العربية في التعبير من الصرف وعدم الصرف وما إلى ذلك هكذا يدخل. إذن هناك فرق بين الأصل الأول متى دخل وبين ما أصبح عربياً في الاستعمال وهذا يسمى تقارض اللغات كل اللغات في كل زمن تقترض من بعضها لأن المكان الواحد ليس فيه كل شيء. مثلاً لا تجد في كل كتب اللغة كلمة برتقال.
س- هل البَدَل يفيد التوكيد؟
ج- للبدل عدة أغراض منها: قد يكون للمدح أو الذمّ كما في قوله تعالى (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) العلق) و (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) التين).ولكل نوع من أنواع البدل دلالة وسياق.
في آية سورة العصر ذكر التواصي وفي سورة التين لم يذكر التواصي (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فما دلالة هذا؟
السامرائى: في سورة التين فيما ينجي من دركات النار فقال:(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (6)) هذا يكفي للخروج من دركات النار. هذا الحد الأدنى الذي يخرجه من دركات النار ويدخله الجنة لكن لا ينجيه من خُسر.كان ممكن أن يحصل عليه أكثر. هذا إن ترك شيئاً خسر شيئاً قطعاً إن ترك التواصي بالحق أو خسر التواصي بالصبر خسر شيئاً فالتواصي فيه حسنة إذن تركه فيه خُسر. في سورة التين ذكر الحد الأدنى الذي ينجيه من النار ويدخله الجنة، ما الذي ينجي من أسفل سافلين؟ الإيمان والعمل الصالح فليس هناك حاجة للتواصي.
س- ما سبب رفع (اللهُ) فى قوله تعالى(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين) ؟
ج- لا يمكن أن يكون خبر ليس مقدماً لوجود الباء الزائدة والباء في خبر ليس تزاد في الخبر ولا تزاد في الاسم، في خبر ليس وفي خبر كان المنفية وتزاد في الأخبار ولا تزاد في الاسم كما في قوله تعالى:(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين)(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ (36) الزمر) (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا (189))حتماً لا بد أن يقول اللهُ ولا يصح أن يقول اللهَ لأن الباء تلحق بخبر ليس ولا تلحق اسمها قطعاً وإنما تلحق الخبر فقط فإذن تعيّن ذكر الباء في هذا الموضع أن يكون الله اسمها مرفوعاً.