سورة مكيّة تتمحور كما باقي سور هذا الجزء حول أهوال يوم القيامة وشدائدها وما فيها من أحداث عظام حيث يهيم الناس على غير نظام من شدة حيرتهم وفزعهم وذهولهم للموقف الذي هم فيه, قال تعالى:(القارعة* ما القارعة* وما أدراك ما القارعة* يوم يكون الناس كالفراش المبثوث* وتكون الجبال كالعهن المنفوش*) ثم توضح الفرق بين المؤمنين الطائعين وجزاؤهم, فقال تعالى:(فأما من ثقلت موازينه* فهو في عيشة راضية) والكافرين العصاة المكذبين (وأما من خفت موازينه* فأمه هاويه* وما أدراك ما هي* نار حامية*) وقد سمى الله تعالى النار (أم) لأن الأم عادة هي مأوى ولدها ومفزعه, ونار جهنم في الآخرة تؤوي هؤلاء الكفرة المكذبين وتضمهم كما يأوي الأولاد إلى أمهم فتضمهم. و(هاوية) اسم من أسماء النار وسميّت هكذا لبعد قعرها فيهوي فيها الكفار كما قيل سبعين خريفا أعاذنا الله منها. والتكرار في هذه السورة لكلمة (القارعة) دليل على التهويل.
هدف السورة