آية (6):
*ما هو إعراب كلمة (وأرجلَكم) في الآية (6) المائدة؟(د.حسام النعيمى)
القيام في هذه الآية (إِذَا قُمْتُمْ إلى الصَّلَاةِ) بمعنى الوقوف والتهيؤ للذهاب إلى الصلاة .
في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إلى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إلى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إلى الْكَعْبَيْنِ) اغسلوا تأخذ المفعول به (وجوهَكم) مفعول به عُطف عليه (وأيديَكم إلى المرافق) ثم قال (وامسحوا برؤوسِكم) جاء بهذه الباء، العلماء يقولون لترتيب الأفعال: أنت تبدأ بغسل الوجه ثم اليدين إلى المرفقين ثم تمسح الرأس ثم مسألة الأرجل. فلما قال (وأرجلَكم) منصوبة إذن هي معطوفة على منصوب. هنا (وأرجلَكم) بالنصب معناه الأرجل مغسولة وليست ممسوحة وليست معطوفة على (برؤوسكم) وإنما وأرجلَكم بالنصب ورتّبها هكذا من أجل الترتيب، وهذه القراءة عدد من القراء السبعة قرأوها بالنصب.
الفرق بين الغسل والمسح:
أن الغسل المفروض فيه أن يجري الماء على العضو أما المسح فيكون بتبليل اليد ويمسح على العضو وليس هناك ماء يجري. والثابت عند جمهور المسلمين أنهم أخذوا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غسل القدمين وإدخال الكعبين فيهما، فلما تردنا قراءة (وأرجلِكم) نفهم أنها تعني الاقتصاد في الماء. فسرها علماء النحو وقالوا: العطف هنا على الجِوار، هو في الحقيقة يجب أن يكون منصوباً ولكن جرّه بالمجاورة كما قالت العرب: هذا جحر ضبٍّ خرِبٍ، ليس الضبّ هو الخرِب وإنما الجحر هو الخرب. عند المجاورة أحياناً يُجرّ، المعنى واضح الجحر هو الخرب ولكن لأنها جاورت مكسوراً فكسرها للمجاورة، عند المجاورة يجرّ. فسر أن هذه القبائل العربية التي قرأت بالكسر كانوا يغسلون لكن جرّوا بالكسر بالجوار. وهي في كل الأحوال تُغسل لأنه هذا الذي وردعن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن آل بيت النبوة رضي الله عنهم جميعاً أن كل ما روي عنهم الغسل.
* ما هو استخدام الواو في آية الوضوء في سورة المائدة مع العلم أنهم يقولون أن الواو لمطلق الجمع لكن الأحكام الفقهية تشترط التتابع كشرط لصحة الصلاة؟(د.حسام النعيمى)
الواو عندما يقولون لمطلق الجمع وليست للترتيب هذا كلام علمائنا وهو صحيح. لكن الفقهاء جاءوا إلى هذه الآية ووجدوا أن هناك نوع من اختلال النظام من حيث الإعراب من أجل الترتيب فقالوا هنا للترتيب لأنه لما قال: (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إلى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إلى الْكَعْبَيْنِ) لو كان مجرد لغير الترتيب لا شرط أن يكون الترتيب كأن يقول : واغسلوا وجوهكم وأرجلكم ومسحوا برؤوسكم. قالوا لما غيّر النظام قدّم وغيّر والعربية عندها مُكنة تغيير النظام بسبب الإعراب عندما نجد الفتحة نعرف أنه معطوف على منصوب والكسرة معطوف على مجرور فلما وجدت الفتحة والأمة تقرأها بالفتح (وَأَرْجُلَكُمْ) بالتواتر وجمهور القرّاء عليها فإذن لما اختلّ النظام الإمام الشافعي قال إذن الترتيب واجب. أبو حنيفة قال لا لأنها لمطلق الجمع لذلك إذا غمست نفسك في النهر فقد توضأت وهذه مسألة فقهية. الواو في اللغة لمطلق الجمع والفاء للترتيب أما الواو فليست لترتيب، عندما نقول زارني محمد وخالد لا تعني أن محمداً زارني أولاً ثم خالد.
* ما دلالة (لامستم) في آية الوضوء (6) المائدة؟ هل هي الجماع أو اللمس الجلدي؟(د.حسام النعيمى)
هذه مسألة فقهية اختلف فيها الفقهاء وليست من مسائل اللمسات البيانية اختلف فيها الفقهاء فالسادة الشافعية يرون أنها اللمس الاعتيادي بباطن الكف أنه يفسد الوضوء والسادة الحنفية لا يرون ذلك وكلٌ له وجهة نظره واتّباع أيّ مذهب من المذاهب بعد النظر في دليله لا بأس به إن شاء الله تعالى ونحن لا نريد أن ندخل أنفسنا فيما ليس من تخصصنا وهذه مسألة فقهية يُسأل عنها أهل الفقه إن شاء الله.