آية (147):
*ما الفرق بين (فلا تكونن من الممترين)و(فلا تكن من الممترين)؟(د.أحمد الكبيسى)
فى قوله تعالى (وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿146﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿147﴾ البقرة) تكوننَّ، بنون التوكيد المشددة، في آل عمران (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿59﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿60﴾ آل عمران) لماذا هناك (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) وهنا (فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)؟
هي نفس القضية، لماذا أكد هناك بالنون ولم يؤكدها هنا؟ الأولى عقيدة إما مسلم وإما كافر، فإياك أن تكون، كما قال تعالى (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿94﴾ يونس) لماذا؟ هذه قضية قرآن هل هو حق أو لا، (فَلَا تَكُونَنَّ).
لكن كيف خلق آدم ؟ قد لا يدرك عقلك كيف خلقه الله من طين، وقال نفخت فيه، لا يفهمها إلا أولو العلم، كيف خلق سيدنا عيسى كما خلق آدم، ثق أن 99 % من المسلمين الآن لا يعرفون كيف خلق آدم بالتفصيل الدقيق، يعرفونها إجمالاً، ولا يعرفون كيف خلق سيدنا عيسى عليه السلام، لكن هناك من يتوصل إلى هذا بعلمه، فإذا امتريت فذلك أقل خوفاً أو ضرراً مما لو امتريت في العقيدة.
إذاً الفرق بين (لا تكونن) أن الأمر إذا كان في العقيدة (فَلَا تَكُونَنَّ) إياك أن يكون في قلبك شك، ولا واحد بالمليار، إياك، لأن هذا الشك ينهي كل شيء. محمد رسول الله يقيناً، عيسى رسول الله يقيناً، موسى رسول الله يقيناً ، إياك أن تشك بلحظة (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ).
لكن كيف أحيا سيدنا إبراهيم الطيور؟ وكيف أحيا عزير ذلك الحمار؟ وكيف خلق رب العالمين عيسى؟ هذه أمور إن عرفتها فبها ونعمت، ما عرفتها فليس عليك شيء، لكن لا تَرْتَبْ، ما دام جاء بها نص صحيح، أنت كن على يقين، هذا هو الفرق.

اترك تعليقاً