آية (80):
*ما دلالة الجمع في قوله تعالى (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) في سورة يوسف؟(د.فاضل السامرائى)
الاثنين تفسد الجمع حسب كلام العرب ولكنهم في قصة يوسف وإخوته كانوا ثلاثة هم يوسف وأخوه الذي آواه إليه يوسف (عليه السلام) وأخوهم الكبير الذي قال:(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أو يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {80}) فهم بالأصل ليسوا اثنين ولكن ثلاثة.
*(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أو يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) يوسف) ما اللمسات البيانية في الآية؟(د.فاضل السامرائى)
استيأس مبالغة في اليأس يعني حاولوا جهدهم فلم يوافق سيدنا يوسف على أن يأخذ هؤلاء مكان أخيهم. خلصوا أي انفردوا من غيرهم وخلصوا من كل شيء غير هذا الأمر. فلما استيأسوا من سيدنا يوسف خلصوا أي انتهوا من كل شيء وانفردوا من غيرهم ولم يفكروا في أي مسألة إلا هذه المسألة. نجياً تحتمل عدة معانٍ، نجياً النجي هو السر (مصدر) وجماعة تأتي أيضاً نجيّ مثل الصديق يأتي مفرد ويأتي جمع والعدو يأتي مفرد ويأتي جمع والنجي يأتي مفرد ويأتي جمع. فإذن النجي تحتمل المصدر وتحتمل الجمع، نحن نفهم المعنى إما أنهم استيأسوا ثم انفردوا من كل شيء وخلصوا من ذواتهم وتحولوا إلى نجوى تحولوا إلى مصدر بقدر ما كان الأمر يهمهم تحولوا إلى نجوى لم يبق شيء من ذواتهم إلا هذه المسألة فكأنما تحولوا إلى حدث، هذا إذا كانت بمعنى المصدر مبالغة في هذا الأمر. وإما أن يكونوا هم جماعة والنجوى هي السر، جماعة خلصوا إلى هذه المسألة جماعة تحولوا إلى نجوى فيكون معنى الجمع ومعنى المبالغة لأنهم تحولوا إلى نجوى، مبالغة في استيأس ومبالغة في خلصوا ومبالغة في نجياً. نجياً من التناجي.
* ما هي الظروف المقطوعة؟(د.فاضل السامرائى)
النحاة يذكرون ثلاث حالات: إما مقطوع عن الإضافة لفظاً ومعنى (هذه نكرة) فساغ لي الشراب وكنت قبلاً أكاد أغص بالماء الزلال. (قبلاً) ظرف مقطوع عن الإضافة لفظاً ومعنى، نكرة. ونحن قتلنا الأسد أسد خفية فما شربوا بعداً على لذة خمراً. هذا مقطوع لفظاً ومعنى. وهناك ظروف مقطوعة لفظاً وهذا قليل عند النحاةهذا لا ينوّن ويعامل كأن المضاف إليه مذكور، يأخذ حكمه الإعرابي ويعامل كأنما سقط من الكلام مثل: ومن قبل نادى كل مولى قرابته فما عطفت مولى عليه العواطف (من قبل) كلمة ساقطة تبقى على حالها. رأيته قبل ذلك، هذا قليل ليس قياساً يجب أن يكون هنالك دليل يدل على الكلمة الساقطة هذا يسمى مقطوع عن الإضافة لفظاً. وهناك مقطوع عن الإضافة لفظاً ونُوي معناه يحذف المضاف إليه ويُبنى على الظن دائماً (لله الأمر من قبل ومن بعد) هنا المعنى مفهوم، (وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ (80) يوسف) هذا مقطوع لفظاً مفهوم معنى وهذا عند النحاة معرفة ويُعرب مبني على الضم. لما نقول سقط من فوقُ أي من فوق معلوم أما سقط من فوقٍ أي من مكان عال لا تعرف من أين. إذن (وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ) يقصد فترة زمنية محددة، (لله الأمر من قبل ومن بعد) فترة زمنية محددة، كجلمود صخر حطه السيل من علِ لا يعرف مكانه ولو قال من علُ يجب أن يكون المكان محدداً.هذا يشبه بالمنادى (يا رجلُ) يبني على الضم، رجل نكرة مقصودة. لما تقول يا رجلُ أي هناك رجل محدد تناديه. الظروف المقطوعة إذن ثلاثة: المقطوع لفظاً ومعنى، المقطوع لفظاً لا معنى والمقطوع لفظاً ونُوي المعنى.
السامرائى:في سورة يوسف:(فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أو يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)) من هذه الآية نستنتج أن أخا يوسف قال لإخوته أن يقولوا هذا الكلام لأبيهم لكن جاء الرد مباشرة من يعقوب واختزلت الآيات الزمن؟ هذا كثير في القرآن. في القرآن يحذف المشاهد التي ليس فيها كثير فائدة ويركز فيها على الأشياء التي فيها فائدة .هذا اسمه اختزال، حذف المشاهد.