*(وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2))*
س- ما هي دلالة القسم في قوله تعالى: (والضحى)؟
ج- يذكر أهل التفسير أن الوحي أبطأ على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أياماً فشقّ ذلك عليه وقيل له: إن ربك قلاك؛ فأنزل الله تعالى هذه السورة رداً على المشركين وإكراما للرسول (صلى الله عليه وسلم) . فلماذا حزِن الرسول الكريم وجزع لانقطاع الوحي مع ما يلقاه في سبيل الوحي من العنت والجهد؟
في الحقيقة إنه اختبار من الله تعالى للرسول الكريم: هل هو حريص على الوحي وما فيه من مشقة أم أنه سيرتاح من هذا الوحي الثقيل؟ وهذا فيه توجيه إلى الدعاة أنه عليهم أن يصبروا ويثبتوا في الدعوة مهما لاقوا من مشقة وعنت في سبيل الدعوة الى الله.
الضحى في اللغة هو وقت ارتفاع الشمس بعد الشروق
سجى في اللغة لها ثلاث معاني؛ فهي بمعنى سكن، أو اشتد ظلامه أو غطى مثل تسجية الميت.
أقسم الله تعالى بالضحى والليل إذا سجى أنه ما ودع رسوله وما قلاه، والضحى هنا يمثل نور الوحي وإشراقه كما قال المفسرون. والليل يمثل انقطاع الوحي وسكونه, والدنيا من غير نور الوحي ظلام ولذلك قدم سبحانه الضحى هنا لأنه ما سبق من نور الوحي وأخر الليل لما يمثل من انقطاع الوحي.
قال بعض المفسرين:إن القسم يشير إلى أن الانقطاع يمثل الاستجمام والسكون كما يرتاح الشخص المتعب في الليل, ومن معاني سجى: السكون وهو يمثل الراحة وهو نعمة. فالقسم هنا جاء لما تستدعيه الحالة التي هو فيها.