*لماذا وردت بعض أسماء السور مرفوعة مثل الكافرون والمؤمنون، وبعضها بالجرّ بالإضافة مثل سورة الحجِ و البقرةِ؟ (د.حسام النعيمى)
الناظر في فهرس السور، وفي مواطنها. يجد كلمة: سورة البقرة، وتعرب خبرا لمبتدأ محذوف، وتقديره هذه سورة البقرة، وهذه سورة آل عمران، وهكذا. فالأسماء المفردة جاءت بالجر مجرورة، والأسماء التي جاءت بصيغة جمع المذكر السالم يبدو أن تسميتها جاءت كما وردت في السورة، فلما كانت (قل يا أيها الكافرون) بالرفع، سميت سورة الكافرون على الحكاية، والسور التي اسمها فيه جمع مذكر سالم أربع سور: المؤمنون (قد أفلح المؤمنون)، المنافقون (إذا جاءك المنافقون)، الكافرون (قل يا أيها الكافرون)، المطففين (ويل للمطففين) جاءت مجرورة باللام فسميت المطففين. فجمع المذكر السالم حُكي في السورة، والباقي أُخضع للقاعدة، فإذا كان منصرفاً جُرّ بالكسرة، وإذا كان ممنوعاً من الصرف مثل سورة يونسَ جُرَّ بالفتحة نيابة عن الكسرة، وكذلك سورة يوسفَ.
*لماذا لم يلتزم نفس الأحرف المقطعة في كل السور؟وهل هناك مناسبة بين تلك الأحرف والآية التي تليها؟(د.حسام النعيمى)
إلى الآن بقدر بحثنا لا توجد مناسبة ظاهرة، لكن هناك مناسبة في اختيار ما بعدها بالنظر إليها، سأذكرها: وجدت أنها من الجانب الصوتي تنطبق على جميع ما ورد ذكره من كلمة كتاب وكلمة قرآن، أي أنه حيثما اختار كلمة الكتاب تكون الأحرف المقطعة كذا بمقاطعها الصوتية,
الأحرف المقطعة جاءت في 29 موضعاً في القرآن الكريم والذي توصلنا إليه ما يأتي:
القاعدة: أنه إذا كانت الحروف المقطعة أكثر من مقطعين، فعند ذلك يأتي معها الكتاب، لأن الكتابة ثقيلة. وإذا كانت الحروف المقطعة من مقطعين يأتي معها القرآن، بإستثناء ما إذا كان المقطع الثاني مقطعاً ثقيلاً. مثلاً (حم) الحاء مقطع والميم مقطع ثقيل؛ لأنه مديد (ميم، حركة طويلة، ميم: قاعدتان وقمة طويلة) وهو من مقاطع الوقف، فالميم ثقيل لأنه يبدأ بصوت، وينتهي بالصوت نفسه، وبينهما هذه الحركة الطويلة، والعرب تستثقل ذلك ولذلك جعلوه في الوقف.
(الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) أكثر من مقطعين، جاء بعدها كلمة الكتاب.
أما في سور (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه)، (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1))، (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) لم يقل الكتاب،
ورسم هذه الحروف رسم توقيفي، أي على ما رسمه صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
هذه الأحرف جميعاً حيثما وردت تشير إلى أصوات متناسقة ليس بينها تنافر، كأن القرآن يقول لهم هذه الأصوات ينبغي أن لا يكون فيها نوع من التنافر. (الم) الألف من أقصى الحلق من الوترين، اللام مخرجها الذي هو فويق مفارز الثنايا والرباعية والناب والضاحك، اللام مخرجه منتشر ويميل، والميم بانضمام الشفتين. (كهيعص) في لفظ واحد، ولذلك لما جاء عندنا في موضع حرفان من مخرج واحد مع ما فيهما من اختلاف، جعل كل واحد في آية فقال (حم) آية،و (عسق) آية، لأن الحاء والعين من مخرج واحد فلا يكونان في لفظ واحد مع أن بين الحاء والعين فروقاً. من حيث الصفات في مسألة الشدة والرخاوة: الحاء رخوة يجري بها الصوت، والعين متوسط، والصفات من حيث الشدة والرخاوة: أصوات شديدة، وأصوات رخوة، وأصوات متوسطة كأنها تبدأ شديدة وتنتهي رخوة، أو ظاهرها الشدة، لكن يجري بها الصوت من غير مخرجها، مثل الميم أوالنون، وفرق آخر بين الحاء والعين هو أن الحاء مهموس والعين مجهور، ومع وجود هذا الإختلاف جُعِل كل حرف في آية حتى لا يكونا في بناء واحد، فإذًا نوعية الصوت أيضاً منتقاة.
وبعض الحروف المقطعة عُدّت آيات وبعضها ما عُدّ آية. (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) ألم آية، وأرقام الآيات توقيفي على ما فعله الصحابة، هم لم يضعوا أرقاماً، وإنما وضعوا فجوات ثم بعد ذلك وضعت الأرقام.

اترك تعليقاً