آية (10):
*يذكر في القرآن الكريم السمع والبصر والفؤاد فما هوالفؤاد؟(د.حسامالنعيمى)
الفؤاد بعضهم قال هو القلب نفسه فالفؤاد هو القلب. وبعضهم قال لا، الفؤاد ليس القلب أي اللب وإنما غشاء القلب. غشاء القلب هو الفؤاد هذا الغشاء لأن العربية دقيقة أحياناً تسمي الأجزاء كل جزء تسميه باسمه. فالذي يترجح لدينا من وجود حديث للرسول (صلى الله عليه وسلم) يترجح أن الفؤاد هو غشاء القلب لكن لما يتحدث عن الفؤاد يعني الغشاء وما في داخله لأن هو أصل الفؤاد من التفؤد ويعني التوقّد والاشتعال والحرقة فكأن القلب هو موضع هذه الأشياء فلذلك استعمل هكذا في هذا المكان. الحديث يقول (صلى الله عليه وسلم): ” أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً” والرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يحب أهل اليمن ويقول “الإيمان يمان”. في اللسان: فأد الخبز في الملّة يفأدها فأداً شواها. القلب يشتوي أحياناً بما يسمع وما يقال له وليس على سبيل الشواء الحقيقي والفؤاد القلب لتفؤده وتوقده وقيل وسطه وقيل الفؤاد غشاء القلب وهذا الذي اخترناه عندما نقول اخترنا هذا المعنى لا نعني أننا نلغي المعاني الأخرى لأن هذا كلام وآراء علمائنا، لكن لنا أن نختار عندما يقال كذا وكذا وعندنا أكثر من رأي للعلماء من خلال اطلاعهم على لغة العرب. الشاهد الذي بين أيدينا يقوي الاختيار: ففي الحديث ” أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً” ذكر الفؤاد والقلب وذكر الفؤاد بالرقّة وهي الشفافية الشيء الرقيق واللين للشيء السميك الذي له بُعد فالقلب ليّن والفؤاد رقيق. واستعمل القرآن فؤاد وقلب مع أم موسى (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص) الفؤاد المغلّف يقصد ما بداخله والعرب عندما تستعمل الفؤاد، تستعمل القلب، تستعمل اللب تعني الموضع الذي يكون فيه الفكر والعاطفة وجاء في القرآن (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) هل المراد على وجه التعيين هي هذه العضلة؟ أم هناك شيء في الصدر لا نعلمه؟ لأن العلم كل يوم يكتشف شيئاً جديداً ونحن نؤمن بكلام ربنا كما هو فإلى الآن هو عمى البصيرة يعني الموضع الذي يكون فيه الفكر والبصر هو الذي يعمى.
الفؤاد هو الغشاء الذي يغطي والحديث الذي بين أيدينا يوضح ذلك بشكل لا لبس فيه لأنه استعمل الكلمتين في مكان واحد استعمل للفؤاد الرقة وللقلب اللين واللين غير الرقة والله أعلم.
*ذكرت سابقاً الفرق بين القلب والفؤاد فما دلالة قوله تعالى في سورة القصص (فأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كانت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها)؟ (د.حسامالنعيمى)
العرب تستعمل القلب والفؤاد بمعنى واحد ولكن الحديث فرّق بين الاثنين فجعل الفؤاد للغشاء ” أرقّ أفئدة وألين قلوباً” فأخذنا بقول “اللسان” أنه يكون الغشاء هو الفؤاد وهذا لا يتعارض مع الآية ففراغ فؤاد أم موسى يتضمن فراغ القلب أيضاً وليس فراغاً حقيقياً وفيه إشارة إلى عدم الانشغال فهي لم تعد منشغلة. وقوله تعالى (لولا أن ربطنا على قلبها) أي صبّرناها لأن الربط على القلب بمعنى التصبير ، ربط على قلبه أي صبّره هكذا هي في المعجم.

اترك تعليقاً