آية (187):
*ما دلالة كلمة اللباس فى الآية (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ (187) البقرة)؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)
تأمل هذا التشبيه القرآني، وقد جاءت هذه الآية لتعبر عما تحمله نلك العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة، وما يمثله كل واحد منهما لصاحبه، وذلك بتشبيه كل واحد منهما باللباس للآخر. اللباس الذي يستر العورات، ويدفيء صاحبه، ويمنع عنه الأذى والضرر، إلى غير ذلك من المنافع الكثيرة.
فلو أردت أخي المؤمن وضع كلمة مكان (لباس) لما أدّت إلى المعنى المراد، ولما وسعت ذلك الشمول الذي احتوى عليه التشبيه الرائع.
*ما الفرق بين (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا)و( فلا تعتدوها)؟
* ورتل القرآن ترتيلاً :
قال تعالى:(وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا (187) البقرة) الحدّ: هو الحاجز ونهاية الشيء الذي إن تجاوزه المرء دخل في شيء آخر، وشُبِّهت الأحكام بالحد؛ لأن تجاوزها يُخرج من حِلٍ إلى منع، فلِمَ نهى الله تعالى المؤمن عن قربان الحد، مع أنه في غير آية نهى عن تجاوزه، كما في قوله تعالى (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا (229) البقرة)؟
نهى الله تعالى عن المقاربة؛ لأن بين الصيام والإفطار قيد خيط أو شعرة، وإن استمر المرء على الأكل أفطر، وإن أكل قبل هذا الخيط أفطر أيضاً، ولذلك نهى عن قربان هذا الحد؛ لأنه دقيق سرعان ما يخرج المرء منه وهو غير شاعر بما فعل. روى البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قال: عندما نزلت (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا أستبين الأبيض من الأسود، فغدوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكرت له ذلك، فقال (صلى الله عليه وسلم): إنك لعريض القفا (كناية عن ضعف إدراكه لهذه المسألة)، إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار.