آية (12):

*ما الفرق بين استخدام لفظ (ونفخت) و(نفخنا) في القرآن الكريم ؟(الشيخ خالد الجندي)
وردت (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)) مرتين في القرآن الكريم في قصة خلق آدم (عليه السلام) (سورة الحجر وسورة ص) أما في قصة عيسى (عليه السلام) وأمه مريم عليها السلام فجاءت بلفظ (فنفخنا) . كلمة روح تطلق في القرآن الكريم على أكثر من معنى أما في موضوع عيسى (عليه السلام) فهي تطلق على جبريل (عليه السلام) وعلى الروح قوام الحياة. في سورة القدر (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)) الروح هنا جبريل (عليه السلام). وفي قصة مريم عليها السلام قوا تعالى أنه أرسل إليها روحاً وهو جبريل (عليه السلام) وقال تعالى (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)) .
هناك فرق بين النفخ في الطين فكان آدم (عليه السلام) وهذا النفخ كان مباشراً من الله تعالى (ونفخت فيه من روحي).
والنفخ في مريم فكان عيسى (عليه السلام) الذي كان بسبب أي عن طريق جبريل (عليه السلام) ولم يكن نفخاً مباشراً فجاء التعبير المناسب بقوله تعالى (فنفخنا) (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) الأنبياء) (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم).
اللفظ في القرآن له غاية ووسيلة نحن لا نعرف كيفية النفخ ولا يعلمها إلا الله تعالى. نفخ جبريل (عليه السلام) في مريم فكان عيسى (عليه السلام) وهذا أمر سهل لأن عيسى له أم أما النفخ في آدم (عليه السلام) فهذا أعجب لأن آدم لم يكن له أب ولا أم.

اترك تعليقاً