آية (159):
*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (أولئك يلعنهم الله) و (أولئك عليهم لعنة الله)؟( د.فاضل السامرائى)
يلعن فعل، والفعل يدل على الحدوث والتجدد، أما اللعنة فهي اسم والاسم يدل على الثبوت. في الآية الأولى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159}) اللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل الله، وهو ما زالوا أحياء، وهؤلاء المذكورون في الآية يكونون ملعونين ما داموا لم يتوبوا، وكتموا ما أنزل الله، أما إذا تابوا عما فعلوا فيغفر الله لهم؛ ولهذا جاء بالصيغة الفعلية (يلعنهم الله).
أما الآية الثانية (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {161}) فالمذكورون في الآية هم الذين كفروا وماتوا، أي هم أموات، وقد حلّت عليهم اللعنة فعلاً وانتهى الأمر، ولا مجال لأن يتوبوا بعدما ماتوا؛ ولهذا جاء بالصيغة الاسمية في (عليهم لعنة)، فهي ثابتة ولن تتغير؛ لأنهم ماتوا على الكفر.