آية (25):
*ما دلالة ذكر الواو وحذفها في قوله تعالى في سورة الشورى (يعف) و(يعفو)؟ (د.فاضل السامرائى)
ورود الواو وعدم ورودها: الواو في (يعفو) ليست واو الجماعة حتى لو شاهدناها في القرآن ومعها ألف بعدها لا تدل على الجماعة. هي واو الفعل وليست للجماعة (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {25} الشورى) (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} الشورى). أما الأولى (يعف) فهي معطوفة على الشرط لذا جاءت مجزومة بحذف الواو (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ {34} الشورى) .
*في قوله تعالى: (يقبل التوبة عن عباده) هل معناها يمكن أن يكون دعائك لأخيك بظهر الغيب تعني (عن) بمعنى إذا دعوت لأخي بظهر الغيب (عن) تأتي عوضاً عن شخص آخر؟(د.فاضل السامرائى)
هي توبة وليست دعاء في الدعاء ممكن لكن التوبة يجب أن يتوب الشخص نفسه. التوبة هي الرجوع إلى الله.
*ما اللمسة البيانية في استخدام حروف الجر في القرآن: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ (25) الشورى) ولم يقل من عباده؟(د.فاضل السامرائى)
ربنا تعالى مرة استعمل (عن) ومرة استعمل (من)، (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ (25) الشورى) (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ (104) التوبة) ومرة قال: (تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ (92) النساء) إذن مرة استعمل عن ومرة استعمل من. لما يقترن بالعباد يعني التوبة الصادرة عن عباد وهو يتجاوز عنهم ويعفو عنهم لذلك قال بعضهم هو نوع من التجاوز يعني يتجاوز عن عباده ويعفو عنهم، يقبل التوبة عنهم أي يعفو عنهم بهذا المعنى وقسم قال الصادرة عن عباده. أو التوبة عن عباده أي يعفو عنه من باب التضمين تاب عنه أي عفا عنه هذا من باب التضمين تضمين فعل دلالة فعل آخر. (من) مع الجهة التي تتوب أي مع الله هو الذي يتوب، توبة من الله أي هو التائب، عن العباد هم يتوبون وهذه (من الله) هو الذي يتوب الجهة التي تقبل التوبة، يستعمل من مع الجهة التي تقبل التوبة فيقول (تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ (92) النساء) يتوب عنهم أي يعفو عنهم والتوبة من الله. إذن (عن عباده) أي الصادرة عنهم والتائب هو الله فمع الجهة التي تقبل التوبة يستعمل (من) مثل (قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة). يتقبل من وليس يقبل عن ويوجد (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا (16) الأحقاف) قال مع العمل نتقبل عنهم والله تعالى قال (الله يتقبل) بنفسه.