آية (16):
* ما دلالة قوله تعالى في الآية (اشتروا الضلالة بالهدى)في سورة البقرة؟(د.فاضل السامرائى)
لماذا جاءت الَضلالة بالهدى، ولم تأت الهدى بالضلالة ؟ نقول أن هناك قاعدة تقول أن الباء تكون مع المتروك كما في قوله تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) البقرة).
*ما الفرق بين الفسق والضلالة؟ (د.فاضل السامرائى)
الضلال هو نقيض الهداية (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى (16) البقرة)، لكن الفرق بين الفسق والضلال أن الضلال قد يكون عن غير قصد، وعن غير علم. والضلال هو عدم تبيّن الأمر، تقول ضلّ الطريق، قال تعالى (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف) فهم ضلّوا دون معرفة ولا علم (وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ (119) الأنعام)، أما الفسق فهو بعد العلم تحديداً، وحتى يكون فاسقاً ينبغي أن يكون مبلَّغاً حتى يكون فسق عن أمر ربه (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) هذا بعد التبليغ (فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)، تنكّبوا الصراط بعد المعرفة، وأصل الفسق هو الخروج عن الطريق، يقال فسقت الرطبة أي خرجت من قشرتها.
وقوله (ولا الضالين) عامة، لأن الضلال عام، واليهود والنصارى منهم، وليس حصراً عليهم، وقوله (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) النجم) نفى عنه الضلال بعلم أو بغير علم.

اترك تعليقاً