فقوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
لا يوهم بأن هناك صراطاً آخر، فالآخرون لا يكون لهم صراط مستقيم، لأنه بين نقطتين لا يكون إلا خط واحد، لأن الخط عبارة عن مجموعة نقاط.
*هل كلمة الصراط توحي بالاستقامة؟
كلا، الصراط هو السبيل الواسع؛ لأن كلمة (فعال) فيها معنى الاشتمال، أي يشتمل على كل ما فيه، ولا يضيق بما فيه، بغض النظر عما إذا كان مستقيماً أو متعرجاً، ولذا لا بد من قول المستقيم لعدة معانٍ: مستقيم: حتى يبيّن استقامته بلا اعوجاج، وليبيّن أنه لا يوجد طريق مستقيم آخر بين نقطتين بينك وبين النهاية التي يريدها الله عز وجل لك، لا يوجد إلا طريق واحد بخط واحد بمستقيم واحد، وهذا فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) خطّ خطاً في الأرض، وقال (هذا صراط الله المستقيم)، وخط خطوطاً على جانبيه، وقال: (هذه السبل، وعلى رأس كل سبيل شيطان يدعو إليه).
لا يوجد إلا دين واحد، طريق واحد، يوصل إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى، خط مستقيم لا يحتمل التعدد، يقولون خطي أو منهجي لا يتعارض مع الإسلام، يوازي الإسلام، هذا الكلام كله لا ينفع، منهجك الإسلام ولا يكون بين نقطتين إلا مستقيم واحد، يمكن أن يكون بينهما أكثر من خط متعرج أو منحنٍ، لكن هناك مستقيم واحد.
*ما دلالة استخدام صيغة الماضي في (أنعمت عليهم)؟
حينما يقول تعالى (أنعمت عليهم)، أولاً: معناها هناك تجربة سابقة لمن أنعم الله عز وجل عليهم، هذا شيء، والشيء الآخر حتى يحسّ المسلم أنه جزء من قافلة، فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على أناس، وجعلهم على هذا الصراط من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً، فهو أولاً طريق قديم أنعم الله سبحانه وتعالى على هؤلاء منذ آدم ِ(عليه السلام). فلو قال : تنعم عليهم سيكون الكلام على الحال والاستقبال، يقطعه عن السابقين الماضين، فحين نقول: أنعمت عليهم، تعني: نحن ستنعم علينا، فالذين يأتون من بعدنا يدعون أن يكونوا على حالنا، فالإنعام دائماً متجدد، كلما تأتي أمة تدعو الله أن ينعم عليها، كما أنعم على من سبقها.
*هل بالإمكان في غير القرآن قول: صراط المنعَم عليهم؟
حين يقول أنعمت: هذه التاء خطاب للباري عز وجل، فيها ذكر الله عز وجل، وأنه هو المنعم، بينما لو قال في غير القرآن: صراط المنعم عليهم لغابت هذه الصورة، ولسأل القارئ: من قِبَل مَنْ هذا الإنعام؟ فالإسناد المباشر إلى الله تعالى فيه هذه اللمسة على قلوب المؤمنين، فحين يقول: صراط الذين أنعمت عليهم: فإنه يعبر عن ماضي الخطاب مع الله سبحانه وتعالى.
*هل بالإمكان قول غير المغضوب عليهم وغير الضالين أو غير المغضوب عليهم والضالين؟
لو قال في غير القرآن: غير المغضوب عليهم والضالين سيجتمع الفريقان، كأنهما شيء واحد بصفتين: مغضوب عليهم وضالون، فهناك فريقان: غير المغضوب عليهم، هذا فريق، والضالون فريق آخر.
ولو قال: غير المغضوب عليهم والضالين، فكأنه يعني أن المغضوب عليهم والضالين هم أنفسهم. وليس شرطاً أن العطف يفيد المغايرة، فنحن نقول: زيد كريم وفاضل، أي فيه صفتان هو نفسه، هؤلاء غضب الله عليهم وضلوا فيكونون فريقاً واحداً، والله تعالى يريد أن يبيّن أن الناس هنا غير المؤمنين فريقان أو صنفان، فتفوت حينئذ فكرة أنهم على صنفين.
لكن ممكن أن يتحصل هذا المعنى (معنى الصفتين) بغير (لا) إذا قال: (وغير الضالين)، وتكون مناسبة (غير وغير) أو(وليس الضالين) وغير وغير أفضل من ليس؛ لأن غير وغير تبقى محافظة على الغيرية. علماؤنا يقولون: حين يقول: غير المغضوب عليهم، فإن تكوينهم غير تكوين الضالين، وحسابهم غير حساب الضالين، وجرمهم غير جرم الضالين. أما المغضوب عليهم فقلنا: إنهم الذين علموا وانحرفوا، والبعض يقولون: إن المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، ونحن لا نخوض في هذا، ولكنا نأخذ النص من حيث اللغة على عمومه، المغضوب عليهم هم الذين عرفوا الطريق ولم يتبعوه وانحرفوا، وحساب هذا العارف بالطريق ولم يتبعه غير حساب الذي لم تبلغه الدعوة أو لم يعرف، فالضالّ أقل جُرماً من الذي يعرف الطريق وينحرف. فلو قال (غير المغضوب عليهم وغير الضالين) سيجعلهم بمنزلة سواء (غير وغير)؛ فاستعمل الحرف (لا) ولم يستعمل الاسم (غير)، والاسم أقوى من الحرف.
(غير المغضوب عليهم) هؤلاء الذين عرفوا وانحرفوا، ثم استعمل الحرف (لا) الذي هو أقل شأناً، وفيه معنى التوكيد .
(ولا الضالين) هؤلاء هم أقل منزلة في الجرم، أقل جرماً من العارفين، العارف المنحرف غير الجاهل في حكمه وفي حسابه. من حيث الدلالة: الغيرية تكون شاملة و (لا) تكون مؤكدة للنفي (أكّدت نفي (غير) الأولى، لكنها أقل رتبة؛ لأنها حرف، والحرف أقل من الاسم، ثم هو أقل من الفعل.
لكن لماذا لم يقل (وليس من الضالين)؛ لأن ليس في مرتبة أدنى، ولماذا قدّم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأن مصيبتهم أكبر، فلا بد أن يبدأ بهم.
* ما الفرق بين معنى الضلال في الفاتحة (ولا الضالين)، و قوله تعالى (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء) و(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى)؟
معنى الضلال في الآيات الثلاث واحد، وهو عدم معرفة شرع الله سبحانه وتعالى، فموسى (عليه السلام) فعل هذا قبل النبوة فهو لا يعرف شرع الله، وحين يقول الله عز وجل للرسول (صلى الله عليه وسلم) (ووجدك ضالاً فهدى) فهو يعني أنه لم يكن عارفاً شرع الله تعالى، فهداه إلى معرفة شرع الله بالنبوة.
فالضلال هنا عدم معرفة شرع الله، وليس معناه الفسق والفجور وعمل المنكرات، وإنما هو الجهل بشرع الله سبحانه وتعالى. فموسى (عليه السلام) قبل النبوة فعل هذا حين كان جاهلاً بشرع الله، ومحمد (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يعرف شرع الله تعالى قبل النبوة فالمعنى واحد.
أما قوله تعالى: (ما ودَّعك ربك وما قلى)، (ما ودَّعك) من التوديع، قال الشاعر:
ودِّع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
(وما قلى) القلى من البغض، ويكون بين المتباغضين، قال تعالى: (ما ودعك)، فأكرمه؛ لأنه يحبه، ولم يقل وما قلاك إكراماً له أن يناله الفعل، عندما تكرم أحدهم تقول: سمعت أنك تكلمت، فيقول ما تكلمت، ولا يقول تكلمت عليك، لا يقول له ما شتمتك، وإنما يقول: ما شتمت. وفيها إكرام وإجلال للمخاطب في الحالتين في التوديع والقلى، شرّفه في الذكر، فقال ودعك، وشرّفه في الحذف، فقال (وَمَا قَلَى)، إذن شرّفه في الذكر وشرفه في الحذف. ودراسة الحذف مسألة تحددها السياقات التي ترد فيه، وتأتي كل حالة بقدرها.
آمين:
*ما أصل كلمة آمين التي نختم بها الفاتحة على أنها دعاء؟ وهل لها بديل في لغة العرب؟
لا شك أن الذي يصلي في المساجد يلحظ هذا الأمر، أنه عندما ينتهي الإمام من قراءة الفاتحة، يقول هو: آمين، ويقول من وراءه: آمين، ويحرص على أن يكون التأمين واحداً، بحيث إنه في السنة والحديث الصحيح أن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يهتز من كلمة آمين؛ لأن الصحابة كانوا يقولونها بصوت واحد ليس مرتفعاً، ولا يعني علو الصوت كما يفهمه بعض الشباب أن يصرخ بأعلى صوته، لأنك لا تنادي أصم ولكنك تناجي ربك، وتقول: آمين بصوت جيد، لكن لأن الجميع يقولونها فيكون نوع من الاهتزاز لمجموع الأصوات، وليس لعلو الصوت، لأننا نناجي قريباً.
هذه الكلمة (آمين) في المدارس من الابتدائية يعلّمون الطالب أن الكلمة اسم وفعل وحرف، ثم يعلّمونه علامات للكلمة إذا كانت اسماً، وعلامات إذا كانت فعلاً، وإذا خلت من العلامات تكون حرفاً.
وفي ألفية ابن مالك يقول:
بالجرّ والتنوين والندا وأل ومُسند للاسم تمييز حصل
ما خلا من العلامات يكون حرفاً، لكن وجدوا خمسة حروف أو ستة إذا تغيّرت الهمزة بين الفتح والكسر تشتغل شغل الأفعال فسميت الحروف المشبهة بالفعل. هي خمسة أو ستة ، سيبويه يقول خمسة لأنه عدّ إن وأن حرفاً واحداً، وكلاهما للتوكيد، تفتح همزته في مكان وتُكسر في آخر (إنّ، أنّ، ليت، لعلّ، لكنّ، كأن) فهذه حروف مشبهة بالفعل؛ لأن إنّ معناها أؤكد، وكأن معناها أشبّه.
وجدوا أيضاً كلمات هي أسماء بقبولها علامات الاسم، لكنها تشتغل مثل الفعل منها كلمة هيهات تقابل الفعل الماضي (بعُد) يقال هيهات الأمر بمعنى بَعُد. مثل كلمة (إيه) بمعنى زدنا مثل فعل الأمر. حين يتكلّم الإنسان في موضوع تريد أن يزيدك منه تقول له (إيهِ يا فلان أي زدنا من هذا الحديث)، فإذا أردت أن يحدثك بأي حديث شاء، فتقول له (إيهٍ يا فلان) والتنوين هنا تنوين للتنكير. إذا أردت من الحديث المخصوص تقول (إيهِ)
يروى أن الخنساء كانت تُنشد، فقيل إيهِ يا خُناس، أي زيدينا من هذا اللون من الشعر، وهيهات استعملت في القرآن الكريم، وسُميّت اسم فعل، هي تأخذ من الأسماء ومن الأفعال، فكأنها كما قلنا حروف مشبهة بالفعل. لاحظ أن التنوين من علامات الاسم، فحين نُوّنت هذه الكلمات أشبهت الأسماء، لكنها جامدة، ومعناها معنى فعل (إيهِ يعني زِد) وبعضها يُنوّن، وبعضها لا يُنوّن.
(أُف) في القرآن الكريم (ولا تقل لهما أفٍ) ، أفٍ اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر (أفٍ بالتنكير) أراد أي كلمة تؤذيهما بإطلاق قال (أفٍ) بالتنوين، وقلنا هذا تنوين التنكير، يعني كما قلنا إيهِ من هذا الحديث يعني زدنا من هذا الحديث، وإيهٍ يعني زدنا من أيّ حديث.
من هذه الألفاظ كلمة (آمين) وهي كلمة عربية النِجار، صميمية النسبة، مثل هيهات ومثل أف ومثل صه هذه أسماء أفعال، آمين: اسم فعل بمعنى اللهم استجب. هي فعل أمر طبعاً، ولكن الأمر من الأدنى إلى الأعلى يخرج للدعاء، كما نقول اللهم اغفر لنا: اغفر فعل أمر، لكن علماءنا يقولون خرج للدعاء. فآمين اسم فعل أمر بمعنى اللهم استجب؛ لأن كلمة آمين لم تستعمل إلا مع الله، حتى في الجاهلية لا تقول لشخص يتكلم آمين بمعنى استجب لي يا فلان، لكن آمين يعني اللهم استجب لكلامه، وحتى قبل نزول القرآن.
وكلمة اللهم كانت مستعملة عندهم ويعنون بها يا الله:
إني إذا ما حدثٌ ألمّ أقول ياللهم ياللهم
لأن هذه الكلمة (اللهم) جُعِلت خاصة بنداء الله تعالى، ولأنها جُعِلت هكذا أُدخل عليها حرف النداء، مع أن الميم هي عوض عن حرف النداء، فقال (ياللهم) هذا شاهد نحوي.
هناك إشكال أن كلمة آمين – ولعل هذا سبب السؤال المطروح من قبل السائل – أننا نسمعها في الصلوات في الكنائس من الأوروبيين، الآن يميلونها يقولون (Amen)، هذه الكلمة وجودها في اللغات الأخرى لا يعني أنها ليست عربية، وإنما هي موجودة في اللغة السريانية التي هي الآرامية.
والآراميون كما هو معلوم خرجوا من جزيرة العرب في حدود 1500 ق.م، وهذه الكلمة مستعملة عند السريان والإنجيل بالسريانية، وفيها آمين. السريانية خرجت من جزيرة العرب ولذلك نحن نسمي هذه اللغات الخارجة من جزيرة العرب اللغات الجزرية، ولا نسميها اللغات السامية، كما سماها “شنيغل”، ليس عندنا دليل. والأكادية التي هي البابلية والآشورية خرجت أيضاً من جزيرة العرب حوالي 3600 ق.م وفيها ألفاظ مقاربة للعربية، وينفعنا أن الأكاديين وردت نصوص في أدبياتهم المسجلة فيها ذكر العربي معناها أن العربية كانت قديمة موجودة، هؤلاء القوم قدامى، وكان عندهم حروب مع البابليين والآشوريين.
وبعد الأكاديين جاءت موجة الكنعانيين 1500 ق.م، ومن الكنعانية اللغة الأوغاريتية والفينيقية والعبرية فالعبرية متأخرة عن العربية، لأن العرب ذكرهم الأكاديون. وكلمة آمين موجودة في العبرية وتدل على أنهم هم الذين أخذوها من العربية، لأن العبرية متأخرة، وبعد ذلك بألف عام خرجت الآرامية والسريانية فيها آمين، فإذًا هي مأخوذة من لغة أقدم، واللغة الأقدم هي العربية.
كما قلنا (آمين) نسميها أسماء أفعال، ألفاظ جامدة، هكذا تدل على هذه المعاني. وآمين بهذا اللفظ دخلت إلى هذه اللغات، فلا نتحرّج أنهم هم يستعملونها، فنقول كيف نستعملها؟ هذه ملكنا، وهي لغتنا، والرسول (صلى الله عليه وسلم) حثّ على قول آمين، ثم بعد ذلك صاروا يشتقون منها (إني داعٍ فأمّنوا)، اشتق منها فعل، أي قولوا آمين اللهم استجب. فهذا الكلمة عربية ، وهي اسم فعل. مادام عندنا صفة نشتق منها، آمين هي كلمة عربية شأنها شأن هيهات وشأن أف، ثم صارت العرب تولد أسماء.
آمين لم ترد في المصحف، لكن أُثبتت في السنة، وفي الحديث الصحيح أن الصحابة الكرام كان يهتز بهم المسجد عندما يقولون آمين. فالذين يقولون أنها كلمة أعجمية هم واهمون في ذلك لأننا قلنا إن الذين استعملوها جاءوا بعد العرب وليس قبل العرب، العبريون هم فرع من الكنعانيين، والكنعانيون خرجوا من جزيرة العرب عام 2500 ق.م، وعند الأكاديين ورد ذكر العرب 3600 ق.م. واللغة العربية تسبق العبرية بلا شك، وفي التوراة شائع أن العبرية أقدم اللغات بطريقة تسيء إلى الله سبحانه وتعالى، إن العبرية قديمة وإن الله سبحانه وتعالى نظر فقال: هذا شعب واحد ولسان واحد فلا نأمن شرورهم، وكأن الله تعالى يخاف منهم، هَلُمّ نبلبل ألسنتهم، فبلبلها فسميت مدينة بابل” هذا كلام غير صحيح. لذلك نسمي هذه اللغات اللغات الجزرية.
يبقى أن بعض الفقهاء المسلمين يقول إنه لا يُجهر بها وهذا اجتهاده، وأذكر أن أحد أئمة المساجد في سوق في بغداد كان ممن يؤمن بعدم التصريح بكلمة آمين، وإنما الإسرار بها، أي أن تقول آمين في قلبك، وليس جهراً، كأن الحديث الذي ذكرناه لم يصل إلى فقهه، أو هو غير صحيح عنده، مع أنه في الصحاح، فكان عندما يصلي بالناس يقول: ولا الضالين قل هو الله أحد، لا يعطي فرصة لمن بعده أن يقول آمين.
*في الحديث الشريف “إذا أمّن الإمام فأمّنوا فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه” وسمعت شريطاً للشيخ الألباني يقول أن تأمين المأموم يكون بعد تأمين الإمام فكيف نوضح الفرق حتى لا نخسر الأجر والثواب؟
إذا أمّن الإمام فأمّنوا، هذه تتعلق بمسألة لغوية (إذا فعل زيدٌ فافعل) هي الفاء الواقعة في جواب الطلب، لكن يحتمل أنه إذا فعل فافعل أنه بعده مباشرة بوقت قصير، لأن الفاء تقتضي الترتيب مع القُرب (عقبه مباشرة) غير ثُمّ التي للتراخي. لكنها هنا رابطة لجواب الشرط، ويمكن أن يُفهم منها في الوقت نفسه، أي يكون تأمينك مع تأمين الإمام، وهو يقول آمين أنت تقول معه آمين. ففيها رأيان، وأنا أقتنع مثلاً أن زيدا من الناس هو محقق في هذا الجانب فقيه، ويجب أن ينتبه المشاهدون أن كثيراً من الناس لديهم علمٌ في تخصص معين فلا ينبغي أن يخوضوا في اختصاص آخر. والذي ليس عنده علم في أصول الفقه وفي محاكمة النصوص في رأيي ينبغي أن لا يفتي، لأن المفتين كثروا اليوم، وإنما ينقل بعضهم فتوى فيقول: بعض العلماء يقول كذا، والسامع يتولى ذلك.