آية (14):(أو إطعام في يوم ذي مسغبة)
س- لماذا استخدام كلمة (مسغبة) بدل سغب مثلاً أو جوع أو مخمصة؟
ج- أولاً هناك مسألتين لاستعمال كلمة مسغبة بدل السغب أو الجوع أولها: أن المسغبة تعني الجوع العام والجماعي وليس للفرد والسغب هو الجوع الفردي. وثانياً أن المسغبة هي الجوع العام مع التعب والإرهاق ولهذا خصص باستعمال (مسغبة) أما الجوع فلا يرافقه بالضرورة التعب والإرهاق، أما المخمصة فهي الجوع الذي يرافقه ضمور البطن. وهذه عقبة من عقبات المجتمع إنه في يوم مجاعة مع التعب والإرهاق وهو اليوم الذي فيه الطعام عزيز وغير مبذول وهو دلالة على شدة الضيق والكرب كما قال بعض المفسرين، وهناك فرق بين الإنفاق في وقت الطعام فيه متوفر ويوم ذي مسغبة وهو ليس كأي يوم من الأيام. وهنا خصص القرآن في وصف العقبة واليوم واليتيم والمسكين فيما بعد.
س- لماذا استخدام لفظ (إطعام) وليس طعام مثلاً أو أن تطعموا؟
ج- من الناحية اللغوية من الممكن القول: أن تطعموا، إطعام أو طعام . الطعام تحتمل معنيين أولهما أن تكون بمعنى المصدر لفعل أطعم وهي تعني عملية الأكل نفسها (فلينظر الإنسان إلى طعامه) (ولا تحاضّون على طعام المسكين) وثانيها أن يكون هو الأكل نفسه. وكل آية ورد فيها لفظ (طعام) فيها احتمالين في المعنى (الطعام والإطعام) كما قال المفسرون وكلاهما مرادان في المعنى. لكن في هذه السورة ومن سياق الآيات نلاحظ أن المُراد هنا معنى (إطعام) لأن اليوم ذي مسغبة والمقصود الأكل لأن الجوع مع التعب يُسبب إطعام.
أما عدم استخدام (أن تطعموا) لأن الفعل المضارع مع وجود إنّ يدل معناه على الحدوث مستقبلاً ولكن هذا المعنى لا يصح في الآية لأن المسغبة قائمة ويجب أن يكون الإطعام فوراً ولهذا استخدمت الصيغة الاسمية.

اترك تعليقاً