آية (10):
* لماذا ورد اسم زوجة سيدنا لوط ولعنت في القرآن مرات كثيرة وورد اسم زوجة سيدنا نوح ولعنت مرة واحدة فقط في سورة التحريم؟(د.فاضل السامرائى)
امرأة لوط غير امرأة نوح، أولاً بالنسبة إلى لوط (عليه السلام) لم يؤمن له إلا أهل بيته وليس هنالك شخص آخر آمن إلا أهل بيته، إلا امرأته من أهل بيته فقط، لوط (عليه السلام) ما آمنت به زوجته، كل عائلته آمنوا إلا زوجته. أما نوح فليس كذلك فابنه لم يؤمن أيضاً مع امرأته فليست هي الوحيدة في العائلة التي لم تؤمن بنوح. لذلك لما يتكلم عن نجاته يستثني امرأته (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) الأعراف) (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) النمل) (لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) العنكبوت) (وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ (81) هود) (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) العنكبوت) لم يرد امرأة نوح وحدها في النجاة وإنما وردت في شيء آخر (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امرأة نُوحٍ وَامرأة لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا (10) التحريم) ليست في النجاة لم يقل نجيناهما، ثم ذكر امرأة فرعون ومريم بنت عمران. إذن امرأة لوط غير امرأة نوح لأن امرأة لوط هي الوحيدة التي لم تؤمن من أهل لوط (عليه السلام) وهي الوحيدة التي لم تنجو، أهل لوط نجوا جميعاً. أما امرأة نوح فلم تنجو وحدها لكن مع ابنها. في النجاة يحدد امرأة لوط وفي غير النجاة ذكر امرأة لوط وامرأة نوح ومثل امرأة لوط لم يقع في رسل الله بهذه الصورة أنه جميع أفراد العائلة آمنت إلا زوجته لم يذكر في القرآن إلا مع امرأة لوط. قد يكون هناك أخريات غير مؤمنات لكن في مسألة النجاة (إلا امرأته) لم يرد هذا الشيء إلا مع امرأة لوط أما امرأة نوح فهي ليست الوحيدة من الأهل التي لم تنجو.
(فخانتاهما) الخيانة هنا عدم التصديق بهما وليس عمل الفاحشة والخيانة بهذا المفهوم استعمال حديث. الخيانة في القرآن وردت بمعنى خيانة الأمانة وغيرها (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ (58) الأنفال) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) الأنفال) أما في الاستعمال الحديث فصار مصطلحاً حتى الذي يتزوج أخرى يقال خان فالخيانة عدم الأمانة .