نموذج ثاني للدعاة لكن هذه المرة من الجنّ. فالجنّ تحولوا إلى دعاة إلى الله تعالى لما سمعوا كلام الله والقرآن. قال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) آية 1 تدل على الإنتماء، و(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) آية 2، و (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) آية 6 وفيه تحذير من خطورة الإستعانة بالجنّ واتخاذهم ملجأ من دون الله عز وجل لأن هذا سيؤدي إلى تعاستهم . وهذا كلام مشابه لما قاله نوح في دعوته لقومه: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا) آية 16. ثم تأتي ختام السورة: (لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) آية 28 فيها تركيز على الدعوة.
هدف السورة